مفهوم الفكر الاسلامي 01
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مفهوم الفكر الاسلامي 01
I- تعريف الفكر
قبل الحديث عن مفهوم الفكر الإسلامي، نرى ضرورة تحديد مفهوم الفكر في اللغة
والمعاجم القديمة والحديثة، ثم ننظر إليه من خلال وضعه في القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة.
1- الفكر في اللغة
* عرف ابن منظور في لسان العرب الفكر بقوله : الفكر، والفكر : أعمال الخاطر في
الشيء (…) والتفكر اسم التفكير، ومنهم من قال فكري. وقال الجوهري : التفكر: التأمل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* وعرفه الفيروز آبادي بقوله : الفكر، بالكسر ويفتح، أعمال انظر في الشيء كالفكرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
2- الفكر في المعاجم الحديثة والمعاصرة
* يقول جميل صليبا : "وجملة القول أن الفكر يطلق على الفعل الذي تقوم به
النفس عند حركتها في المعقولات، أو يطلق على المعقولات نفسها، فإذا اطلق على فعل
النفس دل على حركتها الذاتية، وهي النظر والتأمل، وإذا اطلق على المعقولات دل على
المفهوم الذي تفكر فيه النفس"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* وعرفه صاحب (المعجم الوسيط) بقوله : "الفكر إعمال العقل في المعلوم للوصول
إلى معرفة المجهول ]و[
الفكرة : الصورة الذهنية لأمر ما"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* أما صاحب الموسوعة الفلسفية فقد ذكر عدة تعريفات منها : الفكر ]هو[
النتاج الأعلى للدماغ كمادة ذات تنظيم عضوي خاص، وهو العملية الايجابية التي
بواسطتها ينعكس العالم الموضوعي في مفاهيم وأحكام ونظريات (…) هو الشرط الجوهري
لأي نشاط آخر، طالما أن هذا النشاط هو نتيجته المجملة والمتمثلة، والكلام هو صورة
الفكر"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
3- الفكر في القرآن الكريم
لقد وردت مشتقات الفكر في القرآن الكريم في عدة مواضع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، بصيغة الفعل، ولكثرثها نذكر منها قوله
تعالى :
أ- (وسحر لكم ما في
السماوات وما في الأرض جميعا منه، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ب- (إنه فكر و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ج- (لو أنزلنا هذا
القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس
لعلهم يتفكرون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
4- الفكر في الحديث النبوي الشريف
وردت الكلمة في عدة مواضع، وفيما يلي بعض الأمثلة :
أ- وردت الكلمة في
صحيح البخاري في أربع مواضع، واحدة بلفظ البخاري، والباقي بلفظ القرآن الكريم،
منها الباب الذي افرده البخاري لما تحت كتاب الصلاة : "باب يفكر الرجل الشيء
في الصلاة".
ب- وردت الكلمة في
صحيح مسلم في موضعين، واحد منهما بلفظ مسلم في باب فضل دوام الذكر والفكر في امور
الآخرة والمراقبة، والثاني في كتاب الزهد والرقائق.
5- الفكر
عند بعض العلماء والمفكرين قديما وحديثا
نظرا لطبيعة المعرفة في البيئة الاسلامية الاولى، ودخول العلماء والمفكرين ميدان
استنباط العلوم والمناهج والادلة، وبروز اشكالات من قبيل ما هو كلامي أو فلسفي في
الثقافة المعرفية الاسلامية، كان لهذا المفهوم حضورا في مجموع السجلات والتأليفات،
وإن لم يكن في كثير من الأحيان بصيغة الفكر، وإنما جاء في كثير من المرات بصيغة
العقل والتأمل والتدبر والنظر. وفما يلي بعض التعريفات المعطاة لهذا المفهوم :
أ- يقول أبو حامد
الغزالي : "اعلم أن معنى الفكر هو احضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما
معرفة ثالثة"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقد جعل الفكر مرادفا للتأمل والتدبر.
ب- وبالنسبة لإمام
الحرمين الجويني، يدل الفكر على النظر، يقول : "والنظر في اصطلاح الموحدين
هوالفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن ؛ ثم ينقسم النظر إلى قسمين : إلى
الصحيح وإلى الفاسد"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ج- ويعرفه التهانوي
بقوله : "ولا شك أن النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة، فقيل : الفكر
هو تلك الحركة والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها، وقيل لتلازمهما أن الفكر والنظر
مترادفان"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
د- وعرفه عبد الرحمان
الزنيدي : "والفكر في المصطلح الفكري –والفلسفي خاصة- هو الفعل الذي تقوم به
النفس عند حركتها في المعقولات، أي النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو
ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها، أي الموضوعات التي انتجها العقل البشري"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
هـ- وعرفه طه جابر
العلواني بقوله : "الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في
الانسان، سواء أكان قلبا أو روحا أو ذهنا بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة
من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
6- المستفاد من التعريفات والتحديدات السابقة
بالنظر في مجموع ما تم تقديمه من أمثلة، وغير ذلك مما تركناه تفاديا للتطويل،
يستفاد ما يلي:
أ- الفكر بمعنى إعمال
النظر والتأمل في مجموعة من المعرف بهدف الوصول إلى تحقيق معرفة جديدة.
ب- الفكر بمعنى الثمرة
التي تنتج عن عملية التفكير.
ج- إن التفكر عملية
عقلية تستخدم فيها كل الوسائل المساعدة للوصول إلى حقيقة الدنيا والآخرة...
د- الفكر مرادف للنظر،
وهو أعمال العقل في الأمور المختلفة للوصول إلى أمر جديد.
هـ- التفكير تمرثه
التذكير.
II-
تعريف الفكر الإسلامي
يعتبر المحدد (الإسلامي) هنا الضابط الاساسي الذي، بناء عليه، يتحدد معنى مفهوم
الفكر الإسلامي ؛ إذ الإسلامية هي الإطار الذي به وعليه وحوله تدور مجموع تأملات
ونظرات المفكرين المنتمين إلى المذهبية الإسلامية ؛ خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار
أن هوية الفكر، أي فكر، وخصوصيته، لا يتم التوصل إليها إلا من خلال النظر في
العلاقة المتينة الموجودة بين هذا الفكر والمرجعية التي ينتمي إليها، والتي تمنحه
الرؤية وتحدد له نوع المنهج، بل وحتى الأهداف.
واسهاما في تقريب مفهوم الفكر الإسلامي وتصحيح الرؤية المغلوطة التي شاعت حوله،
نقول مع مجموعة من الباحثين على أن الفكر الإسلامي هو :
أ- كل ما أنتجه فكر المسلمين منذ مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، في
المعرف الكونية العامة المتصلة بالله سبحانه وتعالى والعالم والإنسان. وهو كذلك ما
أفرزه فكر المسلمين في ظل الإسلام من أفكار اجتهادية بشرية من الفلسفة والكلام
والفقه وأصوله والتصوف والعلوم الإنسانية الأخرى. وبهذا فإن كل فكر بشري نتج عن
فكر مستقل، ولم ينطلق من مفاهيم الإسلام الثابتة، القاطعة في القرآن الكريم والسنة
النبوية الصحيحة، لا يمكن وصفه بأنه فكر إسلامي ؛ لأن قولنا "فكر
إسلامي" يعني وصفنا إياه بصفة الإسلامي، وليس من المنطق السليم أن يحسب فكر
ما على الإسلام، وهو ليس بإسلامي، بل نصفه بأنه فكر عام لم ينطلق من الإسلام،
وإنما انطلق من أديان وعقائد ومناهج أخرى، تقترب من الإسلام حينا، وتبتعد عنه أحيانا
أخرى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ب- انه نتاج التأمل
العقلي عن نظرة الإسلام العامة للوجود، والمتوافق مع قيم الإسلام ومعاييره
ومقاصده. فقولنا "نتاج" يبين أن المقصود هو حصيلة التفكير ، وقولنا
"التأمل العقلي"يشير إلى أنه اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب، وقولنا
"المنبثق عن نظرة الإسلام العامة إلى الوجود"، يفيد أنه لابد أن يكون
مرتكنا إلى كليات الإسلام الأساسية وصادر عنها، وقولنا المتوافق مع قيم الإسلام
ومعاييره ومقاصده احتراز في موضعه لتصحيح ما يمكن أن يقع من خط في التأمل العقلي،
فحيثما لا يتوافق نتاج التأمل مع قيم الإسلام، فهذا آية خطئه، ذلك أن الإسلام
منظومة متكاملة متناغمة منسجمة، فأي نشاز يأتي به التأمل العقلي، يحتاج إلى إعادة
نظر وتقويم وكذلك، لابد من التزام المعايير الإسلامية في فهم النصوص بمراعاة أصول
الاستنباط، طبقا لقواعد العربية ومنطق الشريعة "أصول الفقه، وأصول
التأويل" ؛ وذلك لابد من استحضار المقاصد العامة في الشريعة، التي تحول دون
الفهم الحرفي للنصوص، والذي ربما يخالف مقاصد الشريعة الأساسية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وإذا ما حاولنا تقديم تعريف نسهم به في ترسيخ المفهوم الصحيح للفكر الإسلامي،
فإننا نقول على أن الفكر الإسلامي من المفاهيم الحديثة التي راج استعمالها في
الأدبيات المشكلة للخطاب العربي والإسلامي المعاصر، وهو بذلك مجموع الموضوعات التي
تخاطب العقل البشري، والتي تدفعه إلى إعمال النظر والتأمل والنظر والتفكر
والاستنتاج والبحث، فيما يتعلق بعلوم الشريعة وقضايا العقيدة والقيم والاتجاهات
الحضارية والاجتماعية، وبقضايا العلوم التجريبية، وغيرها، كل ذلك من وجهة نظر
إسلامية مؤسسة على خليفة عقدية ثابتة : القرآن الكريم والسنة النبوية. وبذلك نتجاوز،
قطعا، التعريفات التجزيئية التي تقتصر، في تحديدها لمجالات الفكر الاسلامي، على
علم الكلام والفلسفة والتصرف، أو التعريفات التي تجعل النص الشرعي جزء من مادة
الفكر الاسلامي.
فالفكر الاسلامي يضم كل ما أنتجه العقل الاسلامي في كل المجالات وبخصوص كل الإشكاليات
والقضايا المرتبطة بالوجود والطبيعة والعلاقات والحياة…، ولكن من وجهة إسلامية، أي
خاضعة للمنهجية الإسلامية التي حددتها الشريعة الإسلامية ابتداء ؛ وبذلك يتم إخراج
كل الفلسفات والأفكار والمفهوم التي تعتمد خلفية عقدية أو فلسفية غير إسلامية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
ابن منظور = لسان العرب = مادة فكر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
الفيروز آبادي = القاموس المحيط = مادة فكر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
جميل صليبا = المعجم الفلسفي-ج 2- ص 156- (دار الكتاب اللبناني-بيروت-1982).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
إبراهيم أنيس وآخرون = المعجم الفلسفي –ج 1- مجمع اللغة العربية –ط 2- مصر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
نخبة من الباحثين السوفيات –الموسوعة الفلسفية-ترجمة سمير كرم-ص 333، دار الطليعة
بيروت-1987 الطبعة 6.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
حسب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي وردت الكلمة في
ثمانية عشر موضعا بصيغة الفعل وهذه الصيغ هي :
فكر/تتفكروا/تتفكرون/يتفكروا/يتفكرون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
سورة الجاثية-آية 13
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
المدثر/18
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
الحشر/21
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو حامد الغزالي : إحياء علوم الدين-ج 4 –ص 425 –دار الندوة الجديدة-بيروت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو المعلي عبد المالك الجويني : كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد
–تحقيق أسعد تميم- ص 25- مؤسسة الكتب الثقافية –بيروت- ط 1- 1985.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
محمد لعلى بن علي التهانوي : كشاف اصطلاحات الفنون –ج 3- ص 1121 –دار صادر-بيروت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو زيد عبد الرحمان : حقيقة الفكر الإسلامي –ص 10 – دار المسلم-الرياض-ط 1-1415.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
طه جابر العلواني : الأزمة الفكرية المعاصرة –ص 27- المعهد العالمي للفكر الاسلامي
–هيرندن-ط 1.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
بنظر محسن عبد الحميد : تجديد الفكر الإسلام –ص 18 وما بعدها –دار الصحوة، بتصرف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
انظر : أحمد حسن فرحات "مصطلح الفكر الإسلامي". ضمن ندوة "الدراسة
المصطلحية والعلوم الإسلامية" ج 2/معهد الدراسات المصطلحية-بكلية الآداب ظهر
المهراز-بفاس- ص 693 –ط 1-1996.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
انظر : عبد العزيز انميرات :1- مفهوم الفكر الاسلامي، مقاربة تأصيلية-ملحق الفكر
الاسلامي لجريدة العلم 10-01-1997 السنة 6.
ملاحظة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قبل الحديث عن مفهوم الفكر الإسلامي، نرى ضرورة تحديد مفهوم الفكر في اللغة
والمعاجم القديمة والحديثة، ثم ننظر إليه من خلال وضعه في القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة.
1- الفكر في اللغة
* عرف ابن منظور في لسان العرب الفكر بقوله : الفكر، والفكر : أعمال الخاطر في
الشيء (…) والتفكر اسم التفكير، ومنهم من قال فكري. وقال الجوهري : التفكر: التأمل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* وعرفه الفيروز آبادي بقوله : الفكر، بالكسر ويفتح، أعمال انظر في الشيء كالفكرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
2- الفكر في المعاجم الحديثة والمعاصرة
* يقول جميل صليبا : "وجملة القول أن الفكر يطلق على الفعل الذي تقوم به
النفس عند حركتها في المعقولات، أو يطلق على المعقولات نفسها، فإذا اطلق على فعل
النفس دل على حركتها الذاتية، وهي النظر والتأمل، وإذا اطلق على المعقولات دل على
المفهوم الذي تفكر فيه النفس"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* وعرفه صاحب (المعجم الوسيط) بقوله : "الفكر إعمال العقل في المعلوم للوصول
إلى معرفة المجهول ]و[
الفكرة : الصورة الذهنية لأمر ما"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
* أما صاحب الموسوعة الفلسفية فقد ذكر عدة تعريفات منها : الفكر ]هو[
النتاج الأعلى للدماغ كمادة ذات تنظيم عضوي خاص، وهو العملية الايجابية التي
بواسطتها ينعكس العالم الموضوعي في مفاهيم وأحكام ونظريات (…) هو الشرط الجوهري
لأي نشاط آخر، طالما أن هذا النشاط هو نتيجته المجملة والمتمثلة، والكلام هو صورة
الفكر"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
3- الفكر في القرآن الكريم
لقد وردت مشتقات الفكر في القرآن الكريم في عدة مواضع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، بصيغة الفعل، ولكثرثها نذكر منها قوله
تعالى :
أ- (وسحر لكم ما في
السماوات وما في الأرض جميعا منه، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ب- (إنه فكر و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ج- (لو أنزلنا هذا
القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس
لعلهم يتفكرون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
4- الفكر في الحديث النبوي الشريف
وردت الكلمة في عدة مواضع، وفيما يلي بعض الأمثلة :
أ- وردت الكلمة في
صحيح البخاري في أربع مواضع، واحدة بلفظ البخاري، والباقي بلفظ القرآن الكريم،
منها الباب الذي افرده البخاري لما تحت كتاب الصلاة : "باب يفكر الرجل الشيء
في الصلاة".
ب- وردت الكلمة في
صحيح مسلم في موضعين، واحد منهما بلفظ مسلم في باب فضل دوام الذكر والفكر في امور
الآخرة والمراقبة، والثاني في كتاب الزهد والرقائق.
5- الفكر
عند بعض العلماء والمفكرين قديما وحديثا
نظرا لطبيعة المعرفة في البيئة الاسلامية الاولى، ودخول العلماء والمفكرين ميدان
استنباط العلوم والمناهج والادلة، وبروز اشكالات من قبيل ما هو كلامي أو فلسفي في
الثقافة المعرفية الاسلامية، كان لهذا المفهوم حضورا في مجموع السجلات والتأليفات،
وإن لم يكن في كثير من الأحيان بصيغة الفكر، وإنما جاء في كثير من المرات بصيغة
العقل والتأمل والتدبر والنظر. وفما يلي بعض التعريفات المعطاة لهذا المفهوم :
أ- يقول أبو حامد
الغزالي : "اعلم أن معنى الفكر هو احضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما
معرفة ثالثة"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقد جعل الفكر مرادفا للتأمل والتدبر.
ب- وبالنسبة لإمام
الحرمين الجويني، يدل الفكر على النظر، يقول : "والنظر في اصطلاح الموحدين
هوالفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن ؛ ثم ينقسم النظر إلى قسمين : إلى
الصحيح وإلى الفاسد"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ج- ويعرفه التهانوي
بقوله : "ولا شك أن النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة، فقيل : الفكر
هو تلك الحركة والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها، وقيل لتلازمهما أن الفكر والنظر
مترادفان"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
د- وعرفه عبد الرحمان
الزنيدي : "والفكر في المصطلح الفكري –والفلسفي خاصة- هو الفعل الذي تقوم به
النفس عند حركتها في المعقولات، أي النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو
ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها، أي الموضوعات التي انتجها العقل البشري"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
هـ- وعرفه طه جابر
العلواني بقوله : "الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في
الانسان، سواء أكان قلبا أو روحا أو ذهنا بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة
من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
6- المستفاد من التعريفات والتحديدات السابقة
بالنظر في مجموع ما تم تقديمه من أمثلة، وغير ذلك مما تركناه تفاديا للتطويل،
يستفاد ما يلي:
أ- الفكر بمعنى إعمال
النظر والتأمل في مجموعة من المعرف بهدف الوصول إلى تحقيق معرفة جديدة.
ب- الفكر بمعنى الثمرة
التي تنتج عن عملية التفكير.
ج- إن التفكر عملية
عقلية تستخدم فيها كل الوسائل المساعدة للوصول إلى حقيقة الدنيا والآخرة...
د- الفكر مرادف للنظر،
وهو أعمال العقل في الأمور المختلفة للوصول إلى أمر جديد.
هـ- التفكير تمرثه
التذكير.
II-
تعريف الفكر الإسلامي
يعتبر المحدد (الإسلامي) هنا الضابط الاساسي الذي، بناء عليه، يتحدد معنى مفهوم
الفكر الإسلامي ؛ إذ الإسلامية هي الإطار الذي به وعليه وحوله تدور مجموع تأملات
ونظرات المفكرين المنتمين إلى المذهبية الإسلامية ؛ خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار
أن هوية الفكر، أي فكر، وخصوصيته، لا يتم التوصل إليها إلا من خلال النظر في
العلاقة المتينة الموجودة بين هذا الفكر والمرجعية التي ينتمي إليها، والتي تمنحه
الرؤية وتحدد له نوع المنهج، بل وحتى الأهداف.
واسهاما في تقريب مفهوم الفكر الإسلامي وتصحيح الرؤية المغلوطة التي شاعت حوله،
نقول مع مجموعة من الباحثين على أن الفكر الإسلامي هو :
أ- كل ما أنتجه فكر المسلمين منذ مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، في
المعرف الكونية العامة المتصلة بالله سبحانه وتعالى والعالم والإنسان. وهو كذلك ما
أفرزه فكر المسلمين في ظل الإسلام من أفكار اجتهادية بشرية من الفلسفة والكلام
والفقه وأصوله والتصوف والعلوم الإنسانية الأخرى. وبهذا فإن كل فكر بشري نتج عن
فكر مستقل، ولم ينطلق من مفاهيم الإسلام الثابتة، القاطعة في القرآن الكريم والسنة
النبوية الصحيحة، لا يمكن وصفه بأنه فكر إسلامي ؛ لأن قولنا "فكر
إسلامي" يعني وصفنا إياه بصفة الإسلامي، وليس من المنطق السليم أن يحسب فكر
ما على الإسلام، وهو ليس بإسلامي، بل نصفه بأنه فكر عام لم ينطلق من الإسلام،
وإنما انطلق من أديان وعقائد ومناهج أخرى، تقترب من الإسلام حينا، وتبتعد عنه أحيانا
أخرى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ب- انه نتاج التأمل
العقلي عن نظرة الإسلام العامة للوجود، والمتوافق مع قيم الإسلام ومعاييره
ومقاصده. فقولنا "نتاج" يبين أن المقصود هو حصيلة التفكير ، وقولنا
"التأمل العقلي"يشير إلى أنه اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب، وقولنا
"المنبثق عن نظرة الإسلام العامة إلى الوجود"، يفيد أنه لابد أن يكون
مرتكنا إلى كليات الإسلام الأساسية وصادر عنها، وقولنا المتوافق مع قيم الإسلام
ومعاييره ومقاصده احتراز في موضعه لتصحيح ما يمكن أن يقع من خط في التأمل العقلي،
فحيثما لا يتوافق نتاج التأمل مع قيم الإسلام، فهذا آية خطئه، ذلك أن الإسلام
منظومة متكاملة متناغمة منسجمة، فأي نشاز يأتي به التأمل العقلي، يحتاج إلى إعادة
نظر وتقويم وكذلك، لابد من التزام المعايير الإسلامية في فهم النصوص بمراعاة أصول
الاستنباط، طبقا لقواعد العربية ومنطق الشريعة "أصول الفقه، وأصول
التأويل" ؛ وذلك لابد من استحضار المقاصد العامة في الشريعة، التي تحول دون
الفهم الحرفي للنصوص، والذي ربما يخالف مقاصد الشريعة الأساسية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وإذا ما حاولنا تقديم تعريف نسهم به في ترسيخ المفهوم الصحيح للفكر الإسلامي،
فإننا نقول على أن الفكر الإسلامي من المفاهيم الحديثة التي راج استعمالها في
الأدبيات المشكلة للخطاب العربي والإسلامي المعاصر، وهو بذلك مجموع الموضوعات التي
تخاطب العقل البشري، والتي تدفعه إلى إعمال النظر والتأمل والنظر والتفكر
والاستنتاج والبحث، فيما يتعلق بعلوم الشريعة وقضايا العقيدة والقيم والاتجاهات
الحضارية والاجتماعية، وبقضايا العلوم التجريبية، وغيرها، كل ذلك من وجهة نظر
إسلامية مؤسسة على خليفة عقدية ثابتة : القرآن الكريم والسنة النبوية. وبذلك نتجاوز،
قطعا، التعريفات التجزيئية التي تقتصر، في تحديدها لمجالات الفكر الاسلامي، على
علم الكلام والفلسفة والتصرف، أو التعريفات التي تجعل النص الشرعي جزء من مادة
الفكر الاسلامي.
فالفكر الاسلامي يضم كل ما أنتجه العقل الاسلامي في كل المجالات وبخصوص كل الإشكاليات
والقضايا المرتبطة بالوجود والطبيعة والعلاقات والحياة…، ولكن من وجهة إسلامية، أي
خاضعة للمنهجية الإسلامية التي حددتها الشريعة الإسلامية ابتداء ؛ وبذلك يتم إخراج
كل الفلسفات والأفكار والمفهوم التي تعتمد خلفية عقدية أو فلسفية غير إسلامية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
ابن منظور = لسان العرب = مادة فكر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
الفيروز آبادي = القاموس المحيط = مادة فكر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
جميل صليبا = المعجم الفلسفي-ج 2- ص 156- (دار الكتاب اللبناني-بيروت-1982).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
إبراهيم أنيس وآخرون = المعجم الفلسفي –ج 1- مجمع اللغة العربية –ط 2- مصر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
نخبة من الباحثين السوفيات –الموسوعة الفلسفية-ترجمة سمير كرم-ص 333، دار الطليعة
بيروت-1987 الطبعة 6.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
حسب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي وردت الكلمة في
ثمانية عشر موضعا بصيغة الفعل وهذه الصيغ هي :
فكر/تتفكروا/تتفكرون/يتفكروا/يتفكرون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
سورة الجاثية-آية 13
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
المدثر/18
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
الحشر/21
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو حامد الغزالي : إحياء علوم الدين-ج 4 –ص 425 –دار الندوة الجديدة-بيروت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو المعلي عبد المالك الجويني : كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد
–تحقيق أسعد تميم- ص 25- مؤسسة الكتب الثقافية –بيروت- ط 1- 1985.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
محمد لعلى بن علي التهانوي : كشاف اصطلاحات الفنون –ج 3- ص 1121 –دار صادر-بيروت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
أبو زيد عبد الرحمان : حقيقة الفكر الإسلامي –ص 10 – دار المسلم-الرياض-ط 1-1415.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
طه جابر العلواني : الأزمة الفكرية المعاصرة –ص 27- المعهد العالمي للفكر الاسلامي
–هيرندن-ط 1.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
بنظر محسن عبد الحميد : تجديد الفكر الإسلام –ص 18 وما بعدها –دار الصحوة، بتصرف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
انظر : أحمد حسن فرحات "مصطلح الفكر الإسلامي". ضمن ندوة "الدراسة
المصطلحية والعلوم الإسلامية" ج 2/معهد الدراسات المصطلحية-بكلية الآداب ظهر
المهراز-بفاس- ص 693 –ط 1-1996.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] -
انظر : عبد العزيز انميرات :1- مفهوم الفكر الاسلامي، مقاربة تأصيلية-ملحق الفكر
الاسلامي لجريدة العلم 10-01-1997 السنة 6.
ملاحظة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
نور الدين- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 14/01/2010
رد: مفهوم الفكر الاسلامي 01
السلام عليكم اخي الكريم جزاكم الله خير الجزاء وسدد خطاكم ووفقكم لما فيه الخير
ابو مها المغربي- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
مادة فكر
قبل الحديث عن مفهوم الفكر لابد ان نتطرق للحديث عن الاصل الاشتقاقي لكلمة فكر ؟
ابو امامة- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 04/07/2011
رد: مفهوم الفكر الاسلامي 01
ابو امامة كتب:
قبل الحديث عن مفهوم الفكر لابد ان نتطرق للحديث عن الاصل الاشتقاقي لكلمة فكر ؟
---------------------------------
أعتقد أخي أبا أمامة أنني نقلت مفهوم - فكر- من حيث الاشتقاق اللغوي في بداية المشاركة
المرجو مراجعة الموضوع بكامله
شكرا على تعاونك
نور الدين- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 14/01/2010
رد: مفهوم الفكر الاسلامي 01
جزاكم الله خيرا متابع معكم حتى النهاية
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
أحمد الجهني- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 13/11/2011
مواضيع مماثلة
» مفهوم الفكر الاسلامي 02
» بعض المراجع في الفكر الاسلامي
» دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى
» مفهوم الفقه 01
» مفهوم الفقه
» بعض المراجع في الفكر الاسلامي
» دراسة ( الفكر الاسلامى ) وقابلية النماء والتطور - الباحث / طارق فايز العجاوى
» مفهوم الفقه 01
» مفهوم الفقه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى