الإعراب والبناء
صفحة 1 من اصل 1
الإعراب والبناء
الباب
الأول / الإعراب والبناء
الفصل
الأول / المعرب من الأسماء
تعريف
الإعراب : تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة ، لاختلاف العوامل الداخلة عليها
، لفظا ، أو تقديرا (1) .
نحو
: أشرقت الشمس . شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير .
ابتهج
الناس بشروق الشمس .
في
الأمثلة الثلاثة السابقة ، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة
إعرابها ، لتغيير موقع الكلمة ، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها .
فقد
جاءت " الشمس : في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة .
وجاءت
في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة .
وفي
المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة . وهذا ما يعرف بالإعراب .
1
ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد }2 .
2
ـ وقوله تعالى : { إني أرى سبع بقرات سمان }3 .
3
ـ وقوله تعالى : {أفتنا في سبع بقرات سمان }4 .
ـــــــــــــــ
1
ـ الإعراب اللفظي : هو ما لا يمنع من النطق به مانع كما في الأمثلة والشواهد
القرآنية التي مثلنا بها في أعلى الصفحة .
والإعراب
التقديري : هو ما يمنع من النطق به مانع للتعذر ، أو الاستثقال ، أو المناسبة .
نحو : حضر الفتى . الفتى فاعل مرفوع بضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
.
ونحو
: جاء القاضي . القاضي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ونحو
: تأخر غلامي . غلامي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منه من
ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم .
2
ـ 48 يوسف . 3 ـ 43 يوسف .
4
ـ 46 يوسف .
والشاهد
في الآيات السابقة كلمة : " سبع " ، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير
موقعها من الجملة ، واختلاف العوامل الداخلة عليها .
أنواع
الإعراب :
الإعراب
أربعة أنواع : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم .
يشترك
الاسم والفعل في الرفع ، والنصب ، ويختص الاسم بالجر ، أما الجزم فيختص به الفعل .
حيث لا فعل مجرور ، ولا اسم مجزوم .
كما
يختص الإعراب بالأسماء ، والأفعال . أما الأحرف فمبنية دائما ، ولا محل لها من
الإعراب .
تعريف
البناء :
هو
لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي ، أو
تغيرت العوامل الداخلة عليها .
مثال
ما يلزم السكون : " كمْ " ، و " لنْ " .
4
ـ نحو قوله تعالى : { كم تركوا من جنات وعيون }1 .
وقوله
تعالى : { قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل }2 .
ولزوم
الكسر نحو " هؤلاءِ " ، و " هذهِ " ، و " أمسِ " .
5
ـ نحو قوله تعالى : { هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة }3 .
وقوله
تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة }4 .
1
ـ ومنه قول الشاعر :
أراها
والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
الشاهد
هنا : أمسِ .
ــــــــــــ
1
ـ 25 الدخان . 2 ـ 124 الأنعام .
3
ـ 15 الكهف . 4 ـ 52 المؤمنون .
5
ـ 150 البقرة .
ولزوم
الضم : " منذُ " ، و " حيثُ " .
نحو
: لم أره منذُ يومين .
6
ـ وقوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }5 .
ولزوم
الفتح : " أينَ " ، و " أنتَ " ، و " كيفَ " .
7
ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركُّم الموت }1 .
ونحو
قوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ونحو
قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }3 .
والبناء
في الحروف ، والأفعال أصلي ، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد ،
ولا نون النسوة فهو عارض . وكذا الإعراب في الأسماء أصلي ، وبناء بعضها عارض .
بناء
الاسم لمشابهته للحرف :
يبنى
الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا ، وأنواع الشبه ثلاثة :
1
ـ الشبه الوضعي : وهو أن يكون الاسم على حرف ، كـ " تاء " الفاعل في
" قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين . نحو : قمنا ،
وذهبنا ، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف .
فالتاء
في قمت شبيهة بباء الجر ولامه ، وواو العطف وفائه ، والنا في قمنا وذهبنا شبيهة
بقد وبل وعن ، من الحروف الثنائية . لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في
وضعه ، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة ، وقيل أنها أشبهت الحرف في
جموده ، لعدم تصرفها تثنية وجمعا .
2
ـ الشبه المعنوي : وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك
المعنى أم لا .
ــــــــــــ
1
ـ 78 النساء . 2 ـ 32 البقرة .
3
ـ 28 البقرة .
فما
وضع له حرف موجود كـ " متى " ، فإنها تستعمل شرطا .
2
ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا
ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فـ
" متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية .
3
ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
متى
تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
وتستعمل
استفهاما . 8 ـ نحو قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}1.
وقوله
تعالى : { فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد }2 .
فـ
" متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام .
أما
الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة ، لم تضع
العرب له حرفا ، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف ، لأنه كالخطاب
والتثنية ) 3 . لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا ، وقد أعرب
هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية .
3
ـ الشبه الاستعمالي :
وهو
أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي :
أ
ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، وبذلك يكون الاسم عاملا غير
معمول فيه كالحرف .
ومن
هذا النوع أسماء الأفعال . نحو : هيهات ، وأوه ، وصه ، فإنها نائبة عن : بَعُد ،
وأتوجع ، واسكت . فهي أشبهت ليت ، ولعل النائبتين عن أتمنى
ــــــــــــ
1
ـ 48 يونس . 2 ـ 51 الإسراء .
3
ـ أوضح المسالك ج1 ص23 .
وأترجى
، وهذه تعمل ولا يعمل فيها .
ب
ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه . مثل : إذ ،
وإذا ، وحيث من الظروف ، والذي ، والتي ، وغيرها من الموصولات .
فالظروف
السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل .
فإذا
قلنا : انتهيت من عمل الواجب إذ . فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل
الجملة بقولنا : حضر المدرس . وكذلك الحال بالنسبة للموصولات ، فإنها مفتقرة إلى
جملة
صلة يتعين بها المعنى المراد ، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من
الكلام لإفادة الربط .
أنواع
البناء :
البناء
أربع أنواع : الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون . وهذه الأنواع الأربعة تكون في
الاسم ، والفعل ، والحرف . في حين لا يكون الإعراب في الحرف .
1
ـ المبني على الضم ، أو ما ينوب عنه :
أ
ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي : قبلُ ، وبعدُ ، وأولُ ، ودونُ ، وحيثُ ،
وعوضُ .
ب
ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي : فوقُ ، وتحتُ ، و وعلُ ، وأسفلُ ،
وقدامُ ، ووراءُ ، وخلفُ ، وأمامُ .
ج
ـ ويبنى على الضم : غيرُ ، إذا لم تضف إلى ما بعدها ، وكانت واقعة بعد لا .
نحو
: اشتريت كتابا لا غير .
أو
واقعة بعد ليس . نحو : قرأت فصلا من الكتاب ليس غير .
ومنها
" أيُّ " الموصولة إذا أضيفت ، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا .
نحو
: أرفق على أيُّهم أضعف .
*
أما ما يبنى على نائب الضم ، فهو المنادى المثنى ، وجمع المذكر السالم ، وما
يلحقهما . نحو : يا محمدان ، ويا محمدون . فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى
، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى .
2
ـ المبني على الفتح ، أو ما ينوب عنه :
أ
ـ يبنى على الفتح : الفعل الماضي مجردا من الضمائر . نحو : ذهبَ ، وجلسَ .
ب
ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة ، أو الخفيفة . نحو :
والله
لأتصدقنَّ من حر مالي . أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة . ونحو : هل تذهبنَ إلى مكة ؟
ج
ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر . ما عدا اثني عشر ، واثنتي عشرة ،
لأنهما ملحقان بالمثنى .
د
ـ المركب من الظروف الزمانية ، أو المكانية . نحو : يحضر يومَ يومَ ، ويأتي العمل
صباحَ مساءَ ، ويسقط بينَ بينَ ، وهذا جاري بيتَ بيتَ .
هـ
ـ المركب من الأحوال . كقول العرب : تساقطوا أخولَ أخولَ . أي متفرقين .
و
ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين ، والوقت والساعة .
نحو
: حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ .
ز
ـ المبهم المضاف إلى مبني ، سواء أكان المبهم زمانا ، كـ : بين ، ودون ،
أم
كان غير زمان . كـ : مثل ، وغير .
*
والمبني على نائب الفتح : هو اسم لا النافية للجنس . فيبنى على الياء نيابة عن
الفتحة ، إذا كان مثنى ، أو ما يلحق به . نحو : لا طالبين في الفصل .
ونحو
: لا اثنين حاضران .
أو
جمعا مذكرا سالما وما يلحق به . نحو : لا معلمين في المدرسة .
ونحو
: لا بنين مهملون .
كما
يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة ، إذا كان جمعا مؤنثا سالما
، أو ما يلحق به . نحو : لا فتياتِ في المنزل .
ونحو
: لا عرفات أهملت من التوسعة .
3
ـ المبني على الكسر :
أ
ـ العلم المختوم " بويه " : كنفطويه ، وسيبويه ، وخمارويه .
ب
ـ اسم الفعل ، إذا كان على وزن " فَعالِ " ، كنزالِ ، وتراكِ ، وحذارِ .
ج
ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث ، مثل : حذامِ .
د
ـ ما كان على وزن فَعالِ ، وهو سب لمؤنث . مثل : خباثِ ، ولكاعِ .
هـ
ـ لفظ " أمسِ " ، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل " ، و
الإضافة .
4
ـ المبني على السكون :
المبني
على السكون كثير ، ويكون في الأفعال ، والأسماء ، والحروف .
أ
ـ من الأفعال المبنية على السكون : الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل : اكتبْ ، اجلسْ
سافرْ . والمضارع المتصل بنون النسوة نحو : اكتبْنَ ، العبْنَ ، اجلسْنَ .
ومنه
: الطالبات يكتبْنَ الواجب .
ب
ـ من الأسماء المبنية على السكون : منْ ، وما ، ومهما ، والذي ، والتي ، وهذا .
ج
ـ من الحروف المبنية على السكون : مِنْ ، وعنْ ، وإلى ، وعلى ، وأنْ وإنْ .
أقسام
الأسماء المبنية :
تنقسم
الأسماء المبنية إلى قسمين :
1
ـ بناء عارض . 2 ـ بناء لازم .
أولا
ـ البناء اللازم : وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال .
من
هذا النوع : الضمائر ، وأسماء الشرط ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ،
وأسماء الاستفهام ، وكنايات العدد ، وأسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، وبعض
الظروف ، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف ، أو كان مختوما بويه ، وما
كان على وزن فَعالِ علما ، أو شتما لها . وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه
.
2
ـ البناء العارض : وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا ، في بعض الأحوال ، وكان في
بعضها معربا ، ويشمل هذا النوع :
أ
ـ المنادى ، إذا كان علما مفردا ، يبنى على الضم ، أو نكرة مقصودة ، وتبنى على ما
ترفع به .
ب
ـ اسم لا النافية للجنس ، إذا لم يكن مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا على
ما ينصب به .
ج
ـ أسماء الجهات الست ، وبعض الظروف ، ويلحق بها لفظتا " حسب ، وغير .
نماذج
من الإعراب
1
ـ قال تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شداد } 48 يوسف .
ثم
يأتي : ثم حرف عطف وتراخ ، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من
ظهورها الثقل .
من
بعد ذلك : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من سبع ، لأنه كان
في الأصل صفة له ، ولما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة ، وبعد مضاف ، وذلك : اسم
إشارة في محل جر مضاف إليه .
سبعٌ
: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . شداد : صفة مرفوعة بالضمة .
2
ـ قال تعالى : { إني أرى سبع بقراتٍ سمان } 43 يوسف .
إني
: إن واسمها في محل نصب . أرى : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوباً
تقديره أنا . سبع : مفعول به منصوب بالففتحة وهو مضاف .
بقرات
: مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .
وجملة
أرى في محل رفع خبر إن . وجملة إني في محل نصب مقول القول للفعل قال في أول الآية
.
3
ـ قال تعالى : { أفتنا في سبع بقراتٍ سمان } 46 يوسف .
أفتنا
: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والنا
ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
في
سبع : في حرف جر ، سبع اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وشبه الجملة متعلق بأفتنا ،
وسبع مضاف ، بقراتٍ : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .
4
ـ قال تعالى : { كم تركوا من جناتٍ وعيون } 25 الدخان .
كم
: خبريه مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتركوا .
تركوا
: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، واو الجماعة في محل رفع فاعل . من
جنات : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به " كم " .
وعيون
: الواو حرف عطف ، عيون معطوفة على جنات .
5
ـ قال تعالى : { هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة } 15 الكهف .
هؤلاء
: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ .
قومنا
: خبر مرفوع بالضمة ، وقال الزمخشري : قومنا عطف بيان ، وقال الألوسي : قومنا عطف
بيان لا خبر لعدم إفادته . 1 . ونقول : الوجه الأول أحسن لأن " قومنا "
أفادت الإخبار عن اسم الإشارة ، نحو قولنا : هذا رجل ، وهذان صديقان .
فهذا
: مبتدأ ، ورجل خبر .
اتخذوا
: فعل وفاعل في محل نصب حال من قومنا على الوجه الأول ،وفي محل رفع خبر على الوجه
الثاني . من دونه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، ودون مضاف ،
والهاء في محل جر مضاف إليه .
آلهة
: مفعول به منصوب بالفتحة .
1
ـ قال الشاعر :
أراها
والهاً تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمس
ـــــــــــــــــــ
1
ـ روح المعاني للألوسي ج15 ص 219 ، والبحر المحيط لأبي حيان ج 6 ص 106 .
أراها
: أرى فعل ماض مبني على الفتح أصله " رأى " المتعدية لمفعولين ولما دخلت
عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى : { ولو أراكهم كثيراً لفشلتم }
43 الأنفال ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، وهاء الغائب في أراها في محل
نصب مفعول به أول . والهاً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
تبكي
: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
أخاها
: مفعول به لتبكي منصوب بالألف ، وأخا مضاف ، وهاء الغائب في محل
جر
مضاف إليه ، وجملة تبكي في محل نصب مفعول به ثالث لأرى .
عشية
: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتبكي ، وهو مضاف ، رزئه : مضاف إليه مجرور
بالكسرة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
أو
غب أمس : أو حرف عطف ، غب أمس : غب معطوف على عشية ، وهو مضـاف ، وأمسِ مبني على
الكسر في محل جر مضاف إليه ، وهو الشاهد في هذا المقام .
6
ـ قال تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } 150 البقرة.
ومن
حيث : الواو للاستئناف ، من حرف جر ، حيث اسم مبني على الضم ، وشبه الجملة متعلق
في الظاهر بوَلِّ الآتي ، ولكن فيه إعماء ما بعد الفاء فيما قبلها وهو ممتنع غير
أن المعنى متوقف على هذا الظاهر ، فالأولى تعليقهما بفعل محذوف يفسره فولِّ ،
والتقدير : ولِّ وجهك من حيث خرجت . 1 .
والوجه
الأول أحسن وهو تعلق شبه الجملة بولِّ الآتي لأن حيث في هذا المقام لا
ـــــــــــــ
1
ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه للدرويش م1 ج1 ص212 .
تكون
أداة شرط لعدم اتصالها بما . 1 .
خرجت
: فعل وفاعل ، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لحيث .
فول
: الفاء رابطة لما في حيث من معنى الشرط ، وول فعل أمر مبني على حذف حرف العلة
وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة .
وجهك
: وجه مفعول به وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
شطر المسجد : شطر ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بول وهو مضاف ، والمسجد مضاف إليه
. الحرام : صفة مجرورة بالكسرة ، وجملة من حيث وما في حيزها استئنافية لا محل لها
من الإعراب .
7
ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدرككُّم الموت } 78 النساء .
أينما : اسم شرط جازم في نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم لتكونوا
. تكونوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون واو الجماعة في
محل رفع اسمه إذا اعتبرنا الفعل ناقصاً ، وفي محل رفع فاعل إذا اعتبرنا الفعل
تاماً ، وعلى الوجه الثاني تكون " أينما " متعلقةً بجواب الشرط .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية .
يدركْكُم
الموت : يدرككم فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به .
الموت : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة أينما مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وجملة
يدرككم لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو بإذا الفجائية .
وجملة الشرط لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لخطاب اليهود والمنافقين .
ــــــــــــــــ
1
ـ إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري ج1 ص69 .
2
ـ قال الشاعر :
أنا
ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا
: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر المبتدأ .
جلا
: أحسن ما فيه من الأعاريب أنه فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو
، وله مفعول محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا الفعلية
وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف مجرور بالإضافة محذوف ، كما ظهر في التقدير .
وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر ، وهو مضاف ، والثنايا : مضاف إليه
.
متى
: اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أضع
: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، والفاعل
ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا .
العمامة
: مفعول به منصوب بالفتحة .
تعرفوني
: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة
في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ، وجملة
تعرفوني لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا .
3
ـ قال الشاعر :
متى
تأتني أصبحك كأساً رويةً وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
متى
: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل
تأتي بعده . تأتني : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من
آخره ، وهو الياء ، والكسرة قبلها دليل عليها ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم
ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة
الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أصبحك
: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والكاف
ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول . كأساً : مفعول به ثانٍ .
روية
: صفة وجملة " أصبحك … إلخ " لا محل لها لأنها جملة جواب الشرط ، ولم
تقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية ، ومتى ومدخولها كلام مستأنف لا محل له .
وإن
: الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم . كنت : فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون في محل
جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها .
عنها
: جار ومجرور متعلقان " بغانياً " بعدهما . غانياً : خبر كان ، وجملة
" كنت غانياً عنها " لا محل لها ، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي .
فاغن
: الفاء واقعة في جواب الشرط ، اغن : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ،
وهو الألف ، والفتحة قبلها دليل عليها ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ،
والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور ، والدسوقي يقول : لا محل لها
لأنها لم تحل محل المفرد ، وإن مدخولها معطوف على متى ومدخولها لا محل له مثله .
وازدد
: الواو حرف عطف ، ازدد فعل أمر مبني على السكون المقدر على آخره منع من ظهوره
اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر ، والفعل تقديره أنت ، والجملة الفعلية
معطوفة على جملة جواب الشرط ، فهي في محل جزم مثلها .
8
ـ قال تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } 48 يونس .
ويقولون
: الواو للاستئناف ، يقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، واو الجماعة في محل رفع
فاعل . متى : اسم استفهام عن الزمان مبني على السكون متعلق بمحذوف في محل رفع خبر
مقدم . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل لرفع مبتدأ مؤخر . الوعد : بدل
مرفوع بالضمة . إن : حرف شرط جازم .
كنتم
: فعل الشرط والضمير المتصل في محل رفع اسم كان .
صادقين
: خبر كان منصوب بالياء ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : فمتى هذا الوعد . وجملة
كنتم في محل جزم فعل الشرط ، وجملة يقولون استئنافية لا محل لها من الإعراب .
ملاحظة
/ الموضوع منقول
الأول / الإعراب والبناء
الفصل
الأول / المعرب من الأسماء
تعريف
الإعراب : تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة ، لاختلاف العوامل الداخلة عليها
، لفظا ، أو تقديرا (1) .
نحو
: أشرقت الشمس . شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير .
ابتهج
الناس بشروق الشمس .
في
الأمثلة الثلاثة السابقة ، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة
إعرابها ، لتغيير موقع الكلمة ، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها .
فقد
جاءت " الشمس : في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة .
وجاءت
في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة .
وفي
المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة . وهذا ما يعرف بالإعراب .
1
ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد }2 .
2
ـ وقوله تعالى : { إني أرى سبع بقرات سمان }3 .
3
ـ وقوله تعالى : {أفتنا في سبع بقرات سمان }4 .
ـــــــــــــــ
1
ـ الإعراب اللفظي : هو ما لا يمنع من النطق به مانع كما في الأمثلة والشواهد
القرآنية التي مثلنا بها في أعلى الصفحة .
والإعراب
التقديري : هو ما يمنع من النطق به مانع للتعذر ، أو الاستثقال ، أو المناسبة .
نحو : حضر الفتى . الفتى فاعل مرفوع بضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
.
ونحو
: جاء القاضي . القاضي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ونحو
: تأخر غلامي . غلامي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منه من
ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم .
2
ـ 48 يوسف . 3 ـ 43 يوسف .
4
ـ 46 يوسف .
والشاهد
في الآيات السابقة كلمة : " سبع " ، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير
موقعها من الجملة ، واختلاف العوامل الداخلة عليها .
أنواع
الإعراب :
الإعراب
أربعة أنواع : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم .
يشترك
الاسم والفعل في الرفع ، والنصب ، ويختص الاسم بالجر ، أما الجزم فيختص به الفعل .
حيث لا فعل مجرور ، ولا اسم مجزوم .
كما
يختص الإعراب بالأسماء ، والأفعال . أما الأحرف فمبنية دائما ، ولا محل لها من
الإعراب .
تعريف
البناء :
هو
لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي ، أو
تغيرت العوامل الداخلة عليها .
مثال
ما يلزم السكون : " كمْ " ، و " لنْ " .
4
ـ نحو قوله تعالى : { كم تركوا من جنات وعيون }1 .
وقوله
تعالى : { قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل }2 .
ولزوم
الكسر نحو " هؤلاءِ " ، و " هذهِ " ، و " أمسِ " .
5
ـ نحو قوله تعالى : { هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة }3 .
وقوله
تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة }4 .
1
ـ ومنه قول الشاعر :
أراها
والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
الشاهد
هنا : أمسِ .
ــــــــــــ
1
ـ 25 الدخان . 2 ـ 124 الأنعام .
3
ـ 15 الكهف . 4 ـ 52 المؤمنون .
5
ـ 150 البقرة .
ولزوم
الضم : " منذُ " ، و " حيثُ " .
نحو
: لم أره منذُ يومين .
6
ـ وقوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }5 .
ولزوم
الفتح : " أينَ " ، و " أنتَ " ، و " كيفَ " .
7
ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركُّم الموت }1 .
ونحو
قوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ونحو
قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }3 .
والبناء
في الحروف ، والأفعال أصلي ، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد ،
ولا نون النسوة فهو عارض . وكذا الإعراب في الأسماء أصلي ، وبناء بعضها عارض .
بناء
الاسم لمشابهته للحرف :
يبنى
الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا ، وأنواع الشبه ثلاثة :
1
ـ الشبه الوضعي : وهو أن يكون الاسم على حرف ، كـ " تاء " الفاعل في
" قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين . نحو : قمنا ،
وذهبنا ، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف .
فالتاء
في قمت شبيهة بباء الجر ولامه ، وواو العطف وفائه ، والنا في قمنا وذهبنا شبيهة
بقد وبل وعن ، من الحروف الثنائية . لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في
وضعه ، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة ، وقيل أنها أشبهت الحرف في
جموده ، لعدم تصرفها تثنية وجمعا .
2
ـ الشبه المعنوي : وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك
المعنى أم لا .
ــــــــــــ
1
ـ 78 النساء . 2 ـ 32 البقرة .
3
ـ 28 البقرة .
فما
وضع له حرف موجود كـ " متى " ، فإنها تستعمل شرطا .
2
ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا
ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فـ
" متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية .
3
ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
متى
تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
وتستعمل
استفهاما . 8 ـ نحو قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}1.
وقوله
تعالى : { فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد }2 .
فـ
" متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام .
أما
الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة ، لم تضع
العرب له حرفا ، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف ، لأنه كالخطاب
والتثنية ) 3 . لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا ، وقد أعرب
هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية .
3
ـ الشبه الاستعمالي :
وهو
أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي :
أ
ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، وبذلك يكون الاسم عاملا غير
معمول فيه كالحرف .
ومن
هذا النوع أسماء الأفعال . نحو : هيهات ، وأوه ، وصه ، فإنها نائبة عن : بَعُد ،
وأتوجع ، واسكت . فهي أشبهت ليت ، ولعل النائبتين عن أتمنى
ــــــــــــ
1
ـ 48 يونس . 2 ـ 51 الإسراء .
3
ـ أوضح المسالك ج1 ص23 .
وأترجى
، وهذه تعمل ولا يعمل فيها .
ب
ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه . مثل : إذ ،
وإذا ، وحيث من الظروف ، والذي ، والتي ، وغيرها من الموصولات .
فالظروف
السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل .
فإذا
قلنا : انتهيت من عمل الواجب إذ . فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل
الجملة بقولنا : حضر المدرس . وكذلك الحال بالنسبة للموصولات ، فإنها مفتقرة إلى
جملة
صلة يتعين بها المعنى المراد ، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من
الكلام لإفادة الربط .
أنواع
البناء :
البناء
أربع أنواع : الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون . وهذه الأنواع الأربعة تكون في
الاسم ، والفعل ، والحرف . في حين لا يكون الإعراب في الحرف .
1
ـ المبني على الضم ، أو ما ينوب عنه :
أ
ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي : قبلُ ، وبعدُ ، وأولُ ، ودونُ ، وحيثُ ،
وعوضُ .
ب
ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي : فوقُ ، وتحتُ ، و وعلُ ، وأسفلُ ،
وقدامُ ، ووراءُ ، وخلفُ ، وأمامُ .
ج
ـ ويبنى على الضم : غيرُ ، إذا لم تضف إلى ما بعدها ، وكانت واقعة بعد لا .
نحو
: اشتريت كتابا لا غير .
أو
واقعة بعد ليس . نحو : قرأت فصلا من الكتاب ليس غير .
ومنها
" أيُّ " الموصولة إذا أضيفت ، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا .
نحو
: أرفق على أيُّهم أضعف .
*
أما ما يبنى على نائب الضم ، فهو المنادى المثنى ، وجمع المذكر السالم ، وما
يلحقهما . نحو : يا محمدان ، ويا محمدون . فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى
، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى .
2
ـ المبني على الفتح ، أو ما ينوب عنه :
أ
ـ يبنى على الفتح : الفعل الماضي مجردا من الضمائر . نحو : ذهبَ ، وجلسَ .
ب
ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة ، أو الخفيفة . نحو :
والله
لأتصدقنَّ من حر مالي . أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة . ونحو : هل تذهبنَ إلى مكة ؟
ج
ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر . ما عدا اثني عشر ، واثنتي عشرة ،
لأنهما ملحقان بالمثنى .
د
ـ المركب من الظروف الزمانية ، أو المكانية . نحو : يحضر يومَ يومَ ، ويأتي العمل
صباحَ مساءَ ، ويسقط بينَ بينَ ، وهذا جاري بيتَ بيتَ .
هـ
ـ المركب من الأحوال . كقول العرب : تساقطوا أخولَ أخولَ . أي متفرقين .
و
ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين ، والوقت والساعة .
نحو
: حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ .
ز
ـ المبهم المضاف إلى مبني ، سواء أكان المبهم زمانا ، كـ : بين ، ودون ،
أم
كان غير زمان . كـ : مثل ، وغير .
*
والمبني على نائب الفتح : هو اسم لا النافية للجنس . فيبنى على الياء نيابة عن
الفتحة ، إذا كان مثنى ، أو ما يلحق به . نحو : لا طالبين في الفصل .
ونحو
: لا اثنين حاضران .
أو
جمعا مذكرا سالما وما يلحق به . نحو : لا معلمين في المدرسة .
ونحو
: لا بنين مهملون .
كما
يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة ، إذا كان جمعا مؤنثا سالما
، أو ما يلحق به . نحو : لا فتياتِ في المنزل .
ونحو
: لا عرفات أهملت من التوسعة .
3
ـ المبني على الكسر :
أ
ـ العلم المختوم " بويه " : كنفطويه ، وسيبويه ، وخمارويه .
ب
ـ اسم الفعل ، إذا كان على وزن " فَعالِ " ، كنزالِ ، وتراكِ ، وحذارِ .
ج
ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث ، مثل : حذامِ .
د
ـ ما كان على وزن فَعالِ ، وهو سب لمؤنث . مثل : خباثِ ، ولكاعِ .
هـ
ـ لفظ " أمسِ " ، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل " ، و
الإضافة .
4
ـ المبني على السكون :
المبني
على السكون كثير ، ويكون في الأفعال ، والأسماء ، والحروف .
أ
ـ من الأفعال المبنية على السكون : الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل : اكتبْ ، اجلسْ
سافرْ . والمضارع المتصل بنون النسوة نحو : اكتبْنَ ، العبْنَ ، اجلسْنَ .
ومنه
: الطالبات يكتبْنَ الواجب .
ب
ـ من الأسماء المبنية على السكون : منْ ، وما ، ومهما ، والذي ، والتي ، وهذا .
ج
ـ من الحروف المبنية على السكون : مِنْ ، وعنْ ، وإلى ، وعلى ، وأنْ وإنْ .
أقسام
الأسماء المبنية :
تنقسم
الأسماء المبنية إلى قسمين :
1
ـ بناء عارض . 2 ـ بناء لازم .
أولا
ـ البناء اللازم : وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال .
من
هذا النوع : الضمائر ، وأسماء الشرط ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ،
وأسماء الاستفهام ، وكنايات العدد ، وأسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، وبعض
الظروف ، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف ، أو كان مختوما بويه ، وما
كان على وزن فَعالِ علما ، أو شتما لها . وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه
.
2
ـ البناء العارض : وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا ، في بعض الأحوال ، وكان في
بعضها معربا ، ويشمل هذا النوع :
أ
ـ المنادى ، إذا كان علما مفردا ، يبنى على الضم ، أو نكرة مقصودة ، وتبنى على ما
ترفع به .
ب
ـ اسم لا النافية للجنس ، إذا لم يكن مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا على
ما ينصب به .
ج
ـ أسماء الجهات الست ، وبعض الظروف ، ويلحق بها لفظتا " حسب ، وغير .
نماذج
من الإعراب
1
ـ قال تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شداد } 48 يوسف .
ثم
يأتي : ثم حرف عطف وتراخ ، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من
ظهورها الثقل .
من
بعد ذلك : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من سبع ، لأنه كان
في الأصل صفة له ، ولما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة ، وبعد مضاف ، وذلك : اسم
إشارة في محل جر مضاف إليه .
سبعٌ
: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . شداد : صفة مرفوعة بالضمة .
2
ـ قال تعالى : { إني أرى سبع بقراتٍ سمان } 43 يوسف .
إني
: إن واسمها في محل نصب . أرى : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوباً
تقديره أنا . سبع : مفعول به منصوب بالففتحة وهو مضاف .
بقرات
: مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .
وجملة
أرى في محل رفع خبر إن . وجملة إني في محل نصب مقول القول للفعل قال في أول الآية
.
3
ـ قال تعالى : { أفتنا في سبع بقراتٍ سمان } 46 يوسف .
أفتنا
: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والنا
ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
في
سبع : في حرف جر ، سبع اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وشبه الجملة متعلق بأفتنا ،
وسبع مضاف ، بقراتٍ : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .
4
ـ قال تعالى : { كم تركوا من جناتٍ وعيون } 25 الدخان .
كم
: خبريه مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتركوا .
تركوا
: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، واو الجماعة في محل رفع فاعل . من
جنات : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به " كم " .
وعيون
: الواو حرف عطف ، عيون معطوفة على جنات .
5
ـ قال تعالى : { هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة } 15 الكهف .
هؤلاء
: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ .
قومنا
: خبر مرفوع بالضمة ، وقال الزمخشري : قومنا عطف بيان ، وقال الألوسي : قومنا عطف
بيان لا خبر لعدم إفادته . 1 . ونقول : الوجه الأول أحسن لأن " قومنا "
أفادت الإخبار عن اسم الإشارة ، نحو قولنا : هذا رجل ، وهذان صديقان .
فهذا
: مبتدأ ، ورجل خبر .
اتخذوا
: فعل وفاعل في محل نصب حال من قومنا على الوجه الأول ،وفي محل رفع خبر على الوجه
الثاني . من دونه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، ودون مضاف ،
والهاء في محل جر مضاف إليه .
آلهة
: مفعول به منصوب بالفتحة .
1
ـ قال الشاعر :
أراها
والهاً تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمس
ـــــــــــــــــــ
1
ـ روح المعاني للألوسي ج15 ص 219 ، والبحر المحيط لأبي حيان ج 6 ص 106 .
أراها
: أرى فعل ماض مبني على الفتح أصله " رأى " المتعدية لمفعولين ولما دخلت
عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى : { ولو أراكهم كثيراً لفشلتم }
43 الأنفال ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، وهاء الغائب في أراها في محل
نصب مفعول به أول . والهاً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
تبكي
: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
أخاها
: مفعول به لتبكي منصوب بالألف ، وأخا مضاف ، وهاء الغائب في محل
جر
مضاف إليه ، وجملة تبكي في محل نصب مفعول به ثالث لأرى .
عشية
: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتبكي ، وهو مضاف ، رزئه : مضاف إليه مجرور
بالكسرة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
أو
غب أمس : أو حرف عطف ، غب أمس : غب معطوف على عشية ، وهو مضـاف ، وأمسِ مبني على
الكسر في محل جر مضاف إليه ، وهو الشاهد في هذا المقام .
6
ـ قال تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } 150 البقرة.
ومن
حيث : الواو للاستئناف ، من حرف جر ، حيث اسم مبني على الضم ، وشبه الجملة متعلق
في الظاهر بوَلِّ الآتي ، ولكن فيه إعماء ما بعد الفاء فيما قبلها وهو ممتنع غير
أن المعنى متوقف على هذا الظاهر ، فالأولى تعليقهما بفعل محذوف يفسره فولِّ ،
والتقدير : ولِّ وجهك من حيث خرجت . 1 .
والوجه
الأول أحسن وهو تعلق شبه الجملة بولِّ الآتي لأن حيث في هذا المقام لا
ـــــــــــــ
1
ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه للدرويش م1 ج1 ص212 .
تكون
أداة شرط لعدم اتصالها بما . 1 .
خرجت
: فعل وفاعل ، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لحيث .
فول
: الفاء رابطة لما في حيث من معنى الشرط ، وول فعل أمر مبني على حذف حرف العلة
وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة .
وجهك
: وجه مفعول به وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
شطر المسجد : شطر ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بول وهو مضاف ، والمسجد مضاف إليه
. الحرام : صفة مجرورة بالكسرة ، وجملة من حيث وما في حيزها استئنافية لا محل لها
من الإعراب .
7
ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدرككُّم الموت } 78 النساء .
أينما : اسم شرط جازم في نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم لتكونوا
. تكونوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون واو الجماعة في
محل رفع اسمه إذا اعتبرنا الفعل ناقصاً ، وفي محل رفع فاعل إذا اعتبرنا الفعل
تاماً ، وعلى الوجه الثاني تكون " أينما " متعلقةً بجواب الشرط .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية .
يدركْكُم
الموت : يدرككم فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به .
الموت : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة أينما مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وجملة
يدرككم لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو بإذا الفجائية .
وجملة الشرط لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لخطاب اليهود والمنافقين .
ــــــــــــــــ
1
ـ إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري ج1 ص69 .
2
ـ قال الشاعر :
أنا
ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا
: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر المبتدأ .
جلا
: أحسن ما فيه من الأعاريب أنه فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو
، وله مفعول محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا الفعلية
وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف مجرور بالإضافة محذوف ، كما ظهر في التقدير .
وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر ، وهو مضاف ، والثنايا : مضاف إليه
.
متى
: اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أضع
: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، والفاعل
ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا .
العمامة
: مفعول به منصوب بالفتحة .
تعرفوني
: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة
في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ، وجملة
تعرفوني لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا .
3
ـ قال الشاعر :
متى
تأتني أصبحك كأساً رويةً وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
متى
: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل
تأتي بعده . تأتني : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من
آخره ، وهو الياء ، والكسرة قبلها دليل عليها ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم
ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة
الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أصبحك
: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والكاف
ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول . كأساً : مفعول به ثانٍ .
روية
: صفة وجملة " أصبحك … إلخ " لا محل لها لأنها جملة جواب الشرط ، ولم
تقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية ، ومتى ومدخولها كلام مستأنف لا محل له .
وإن
: الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم . كنت : فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون في محل
جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها .
عنها
: جار ومجرور متعلقان " بغانياً " بعدهما . غانياً : خبر كان ، وجملة
" كنت غانياً عنها " لا محل لها ، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي .
فاغن
: الفاء واقعة في جواب الشرط ، اغن : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ،
وهو الألف ، والفتحة قبلها دليل عليها ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ،
والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور ، والدسوقي يقول : لا محل لها
لأنها لم تحل محل المفرد ، وإن مدخولها معطوف على متى ومدخولها لا محل له مثله .
وازدد
: الواو حرف عطف ، ازدد فعل أمر مبني على السكون المقدر على آخره منع من ظهوره
اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر ، والفعل تقديره أنت ، والجملة الفعلية
معطوفة على جملة جواب الشرط ، فهي في محل جزم مثلها .
8
ـ قال تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } 48 يونس .
ويقولون
: الواو للاستئناف ، يقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، واو الجماعة في محل رفع
فاعل . متى : اسم استفهام عن الزمان مبني على السكون متعلق بمحذوف في محل رفع خبر
مقدم . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل لرفع مبتدأ مؤخر . الوعد : بدل
مرفوع بالضمة . إن : حرف شرط جازم .
كنتم
: فعل الشرط والضمير المتصل في محل رفع اسم كان .
صادقين
: خبر كان منصوب بالياء ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : فمتى هذا الوعد . وجملة
كنتم في محل جزم فعل الشرط ، وجملة يقولون استئنافية لا محل لها من الإعراب .
ملاحظة
/ الموضوع منقول
نسيم الصباح- عضو نشيط
-
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى